المؤلف

الملخص

الحمد لله رب العالمین، والصلاة والسلام على سیدنا محمد الأمین، وعلى آله وصحبه أجمعین.وبعد...فإن البحث الموسوم بـ(تأخیر البیان وأثره فی الفکر الأصولی) تضمن أربعة مباحث ،عرضت فیها تعریف البیان والمراد بتأخیره عند الأصولیین، ثم بین أن البیان تتفاوت مراتبه وضوحا وخفاء ومنهج الأصولیین فی ترتیبها وکیفیة عرضها، کما ذکر وسائله التی یظهر من خلالها ووضح کل ذلک بالأمثلة، ثم بین ماهیة الخطاب الذی یحتاج إلى بیان وأنه ضربان، أحدهما ظاهر قد استعمل فی خلافه، والثانی لا ظاهر له، وبعد ذلک ذکر أقوال الأصولیین فی جواز تأخیر البیان، وبیان الراجح منها وهو ما ذهب إلیه الجمهور من جواز تأخیر الخطاب إلى وقت الفعل، إذا لم تکن هناک حاجة ملحه أو مصلحة تقتضی تأخیره، ثم جاء على أثر ذلک ما یترتب علیه من مسائل أصولیة رتبها الأصولیون تحت قاعدة لا یجوز تأخیر البیان عن وقت الحاجة، وهذه المسائل هی :التعارض بین العام والخاص؛ لأن هناک خلافا بین الأصولیین فی ماهیة التخصیص، أهو بیان محض أو بیان ومعارضة، فبناء على ذلک اختلف الأصولیون فی ثبوت التعارض بینهما وتقدیم الخاص على العام، ثم تلت هذه المسألة مسألة السکوت فی معرض البیان والمتمثلة بسؤال عن قضیة تتضمن أحکاما عدة، فکان الجواب ببعضها دون بعض مع أن المسکوت یحتاج إلى بیان، فهل یعد سکوته وإعراضه عنه مع المعرفة دلیلا على انتفاء وجوبه أم لا، کما تبعتها مسألة الإطلاق والتقیید، وهل یحمل المطلق على المقید، فهذه أیضا من المسائل المبنیة على تأخیر البیان؛ لأن الذین قالوا بالحمل، نظروا إلى أن کلام الحکیم إذا زاد على نص سابق له، فالزیادة بیانیة للخطاب الأول، کما اشترط بعضهم فی حمل المطلق على المقید أن لا یستلزم تأخیر البیان عن وقت الحاجة ،وقریب من هذه المسالة ما أسمته الحنفیة بالزیادة على النص، فهذه الزیادة أهی بیان أم نسخ؟ کل هذه المسائل کانت محط رحل الباحث، ففصل فیها القول وذکر النماذج الموضحة لکل ما تقدم، وعقب الانتهاء بان له أن هذا الموضوع من الأهمیة بمکان؛ إذ إنه یشغل مساحة واسعة فی میدان علم الأصول، وله تطبیقات کثیرة فی الأصول وفقهه حری أن یعتنى بها ویتنبه لأثرها.

الكلمات الرئيسة