الملخص

أتاحت وسائل التواصل الحدیثة إمکانیة کبیرة للأفراد والجماعات فی الانفتاح على العالم، وهذا أعطى إمکانیة توجیه الخطاب من قبل الأفراد وإیصاله إلى الناس، ومع ما لهذا الأمر من الأثر الکبیر فی تلاقح الأفکار وغیر ذلک، إلا أنه کان سبباً فی ظهور خطاب دینی متشنج فی مواقع التواصل الإلکترونیة وغیرها. من هنا برزت الحاجة إلى الخطاب الدینی المعتدل الذی یؤدی إلى النتائج المرجوة منه من نشر الفضیلة فی المجتمع وهدایة الناس إلى دین الله سبحانه، إلا أن الکثیرین (فی غمرة شعورهم بالمسؤولیة عن دینهم وغیرتهم على عقیدتهم) غاب عنهم ذلک مع أنهم یدَّعون أن خطابهم خطاب معتدل وسطی، حتى الجماعات المتطرفة تدَّعی الوسطیة والاعتدال، وما ذلک إلا بسبب الجهل بمفهوم الخطاب المعتدل وأرکانه ووسائل تحقیقه.فی هذا السیاق یأتی هذا البحث الموسوم لتوضیح مفهوم الخطاب الدینی الإسلامی، ومفهوم الاعتدال فی الخطاب الدینی الذی عُرِّف بأنه ((التزام صاحب الخطاب بالأسلوب المهذب والخلق الرفیع والتواضع، والفهم الصحیح للنصوص الشرعیة، والبعد عن التعصب والعنصریة، والتزام الموضوعیة والإخلاص فی الدعوة إلى الدین)). ثم عرض الباحث أهم المرتکزات التی یقوم علیها الخطاب الدینی المعتدل. وقد توصل الباحث لجملة نتائج، أهمها: السعی إلى أن یتولى الخطاب الدینی الإسلامی مؤسسات ومجامع دینیة؛ للوصول إلى خطاب دینی ناضج واعٍ متکامل، وضرورة تحدید مفهوم الخطاب الدینی المراد توسطه، إذ المقصود به الوسائل المتبعة فی إیصال الدین الإسلامی إلى الناس کالخطب الدینیة والفتاوى والکتب والمقالات وغیرها. کما خرج الباحث بجملة توصیات منها: عدم إقحام الدین فی التعبئة السیاسیة والترویج للأحزاب، وضرورة إقامة مؤتمرات وندوات فی بعض الموضوعات المهمة ذات الصلة.

الكلمات الرئيسة