الملخص

الحمد لله الذی اراد بنا الیسر وجعل التسامح بیننا صیانة لنا من الغلو والتطرف والارهاب والصلاة والسلام على خیر من دعا الى الله بالحکمة والموعظة الحسنة وسلک مسلک الوسطیة والحنیفیة السمحة وبعد : فمما لا شک فیه ان ظاهرة الارهاب والتطرف واستخدام العنف فی المجتمعات بمختلف اشکالها وتجلیاتها تشکل ظاهرة مرضیة تعبر عن اختلال فی التقدیر واختلاف فی التصور والسلوک ،انها مظهر من مظاهر مجانبة الوسطیة التی تعد خاصیة متمیزة نعت الله بها هذه الامة فی قوله تعالى {وَکَذَلِکَ جَعَلْنَاکُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَکُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَیَکُونَ الرَّسُولُ عَلَیْکُمْ شَهِیداً} [البقرة:143] إنها الأمة الوسط التی تشهد على الناس جمیعاً فتقیم بینهم العدل والقسط؛ وتضع لهم الموازین والقیم؛ وتبدی فیهم رأیها فیکون هو الرأی المعتمد؛ وتزن قیمهم وتصوراتهم وتقالیدهم وشعاراتهم فتفصل فی أمرها ، وتقول : هذا حق منها وهذا باطل وإنها للأمة الوسط بکل معانی الوسط سواء من الوساطة بمعنى الحسن والفضل ، أو من الوسط بمعنى الاعتدال والقصد ، أو من الوسط بمعناه المادی الحسی . .{ أمة وسطاً } فی التصور والاعتقاد لا تغلو فی التجرد الروحی ولا فی الارتکاس المادی { أمة وسطاً } فی التفکیر والشعور، لا تجمد على ما علمت وتغلق منافذ التجربة والمعرفة ، ولا تتبع کذلک کل ناعق ، وتقلد تقلید القردة المضحک ، إنما تستمسک بما لدیها من تصورات ومناهج وأصول ولخطورة الارهاب والعنف على الفرد والمجتمع ومواکبة مع محاور المؤتمر" المحور الدینی الخطاب والاعتدال "ارتأینا ان نسلط الضوء على هذه الظاهرة الخطیرة التی زعزعت الامن والاستقرار فی المجتمعات الاسلامیة ببحث عنوانه " الارهاب اسبابه وعلاجه فی ضوء القران الکریم " واثر الوسطیة والاعتدال على الفرد والمجتمع

الكلمات الرئيسة