الملخص

لقد اشتملت سورة عبس على آیات متناسقة, لا تحتاج إلى اضافة لبیان ولا حذف لزیادة، فکان الانتقال من آیة إلى آیة انتقال تجدد لا انتقال تکرار أو تبادل مواضع. إذ إننا لا نستطیع أنْ نضع حرفاً مکان حرف ولو کان قصیراً کالفاء الرابطة, أو الواو الجامعة. فإننا لو غیرنا أی حرف عطف من مکانه أو أبدلناه بغیره لاختل المعنى ولذهب جمال کل تعبیر، وهذا الذی دعانی الى دراسة حروف العطف فی هذه السورة. وقد قسمت البحث على ثلاثة مطالب. فاحتوى المطلب الأول على بیان لحروف العطف فی السورة، کما احتوى المطلب الثانی على حرفی (أو والواو) وأما المطلب الثالث فتناولت فیه حرفی (ثم والفاء) وقدمت حرفی (أو وثم) على أخویهما؛ لأنّهما الاسبق معجمیا. وتناولت الآیات مجموعة کل منها تحت حرفها ووضحت الدلالة التی تتعلق بها والفرق بینها وبین مثیلتها فی المطلب الواحد، ثم ختمت البحث بخاتمة، ثم تبعتها بفهرس للمصادر التی زادت عن الخمسین مصدرا ثم ملخص باللغة الانکلیزیة. أما أهم النتائج للباحث والمتعلم فإنّ کثیراً من الالفاظ لو وجد غیرها لکان أدق إلّا أنّه لا یصح هذا مع القرآن الکریم. إذ إنّ الناظر لألفاظ کلام الله تعالى وحروفه لا یصح أن ینظر إلیها من حیث فهمه فقط بل علیه أنْ لا یُسَلِّم له حتى یرى فیه لله رضا. وإنّ بعض الحروف أفادت الربط بالمعنى ولکنها لم تفد العطف کما هو مع الواو والفاء فی بعض المواضع. وإنّ دل على شیء فإنّما یدل على أهمیته الکبیرة فی أسالیب العربیة. وتدل على تمکن هذا الموضوع من اللغة العربیة تمکن الملح من الطعام. والحمد لله رب العالمین.

الكلمات الرئيسة