المؤلف

الملخص

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد : فلا شک أن أعظم حدثین فی تاریخ الإسلام والمسلمین ، هو مولد رسول الله  ، وبعثته بهذا الدین العظیم ، فهما الحدثان الأبرز اللذان غیرا وجه الأرض ، وأزاحا بنورهما ظلام الجهل والجاهلیة ، والشرک والعبودیة لغیر الله عزوجل عنها.وإذا کان المسلمون بأمر من رب العالمین عزوجل یحتفلون بمبعثه  ، فیعظمون لیلة نزول القرآن الکریم علیه فیه ، بل ویصومون ذلک الشهر الکریم الذی أنزل فیه القرآن الکریم (( شهر رمضان)) . فما المانع من احتفالهم بالحدث الآخر المرتبط بذلک النزول ؟ ألا وهو حدث المولد الشریف ، فإنه فی الحقیقة مولد الإسلام والإیمان ، ولولا المولد لما حصل الحدث الثانی ، فکلاهما مرتبط ببعضه ، وإلى ذلک أشار الحبیب المصطفى  بقوله عن یوم الإثنین: ( ذاک یوم ولدت فیه ، ویوم بعثت أو أنزل علی فیه ) ، فکلاهما فی یوم واحد ، هو یوم الإثنین ، لیکون یوما لهذین الإثنین ، أقصد هذین الحدثین (الولادة والمبعث ) فهو اسم على مسمى ، ولکل شیء نصیب من اسمه .قال صاحب سمط النجوم العوالی : لیلة مولده علیه الصلاة و السلام أفضل من لیلة القدر من وجوه ثلاثة : أحدها : إن لیلة المولد ، لیلة ظهوره ، ولیلة القدر معطاة له ، وما شرف بظهور ذات المشرف من أجله ، أفضل مما شرف بسبب ما أعطیه ، ولا نزاع فی ذلک فکانت لیلة المولد بهذا الإعتبار أفضل .الثانی : أن لیلة القدر شرفت بنزول الملائکة فیها ، ولیلة المولد شرفت بظهوره فیها ، ومن شرفت به لیلة المولد ، أفضل ممن شرفت به لیلة القدر على الأصح المرتضى فتکون لیلة المولد أفضل .الثالث : أن لیلة القدر وقع التفضیل فیها على أمة محمد ، ولیلة المولد الشریف وقع التفضیل فیها على سائر الموجودات ، فهو الذی بعثه الله رحمة للعالمین ، فعمت به النعمة على جمیع الخلائق ، فکانت لیلة المولد أعم نفعا ، فکانت أفضل .وعلى الرغم من تبوء هذه الحادثة المکانة الکبیرة فی قلب کل مؤمن ، إلا أن هناک من یحاول رفض هذا الإعتقاد ، ویرمی فاعلیه بالبدعة والضلالة ، وعدم إصابة طریق الهدى الذی اختطه السلف الصالح من هذه الأمة .فوجدت لزاما علی أن أوضح الحق فی هذه المسألة ، على الرغم من أن الحق واضح فیها ، لکن أردت تثبیته بالدلیل ، والأصول الصحیحة ، التی ترفع کل شبهة ، أو وسواس یخطر للنفس فی هذا الجانب . والله تعالى أسأل أن یلهمنی الرشاد والصواب ، وأن یعیننی على إیصاله للقاریء ، وأن یجعل عملی هذا خالصا لوجهه الکریم ، وفی سبیل الذود والدفاع عن رسوله العظیم . والله الموفق .

الكلمات الرئيسة