المؤلف

الملخص

الحمد لله ربَّ العالمین والصلاة والسلام على أشرف الأنبیاء والمرسلین سیدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعین .أما بعد ... فالإلغاء حکم من أحکام (ظنَّ وأخواتها) ،وقد سبق لی أنْ بحثت فی هذا الحکم فی أفعال ( ظنَّ وأخواتها) وغیرها من الأفعال .أما فی بحثی هذا فقد خصصت الإلغاء فی الحروف . إذ إنَّ هناک الکثیر من الحروف التی تعمل بشروط ، فإذا فقدت احد تلک الشروط أو جیء بعدها بما یکفّها عن العمل أُلغی عملُها إمَّا وجوباً أو جوازاً .فالإلغاء فی اللغة:- مأخوذ من ( لَغَا ) ، فیقال ألغیت هذه الکلمــة أی رأیتها باطلاً وفضلاً ، وألغى الشیء أبطله ، وألغاه من العدد ألقاه منه .(1)أما فی الاصطلاح :- فهو إبطال العمل لفظاً ومحلاً (2) ، وذهب ابن إیاز (3) ، إلى أنَّ الإلغاء إبطال العمل بالکلیة فالإلغاء جائز ولیس واجباً فلک أن تسلط العامل على المعمول ، أو ألاَّ تسلطه علیه فتجیء به على أصله .والسبب فی حدوث الإلغاء هو أنَّ العامل قد وضع فی غیر موضعهِ الطبیعی من الجملة (4) .وقد قسمت بحثی هذا إلى أقسامٍ عدّة تناولت فی بادئ الأمر ( إنَّ وأخواتها ) ، حیث أُلغی عملها لمجیء ( ما ) الکافة بعدها ، ثم الحروف المخففة منها وهی ( إنْ ، کأنْ ، لکنْ ) ، فأُلغیت هذه الحروف بسبب التخفیف .وبعد ذلک ذکرت الحروف الناصیة للفعل المضارع والتی أُلغیت بسبب فقدانها أحد شروط عملها وهی ( أنْ ، وإذنْ ) الناصبات للفعل المضارع .ومن ثَّم (لا ) النافیة للجنس التی کان السبب فی إبطال عملها هو الفصل بینها وبین اسمها أو تکرارها أو مجیء المعرفة بعدها .وتناولتُ بعدها ( ما ) العاملة عمل لیس ، ولها شروط عدّة، فإن فقدت أحداهما ألغیت عن العمل وفی القسم الأخیر بحثتُ فی حرفی الجر ( الکاف ورُبَّ ) ، فیلغى عملها لدخول ( ما ) الزائدة بعدهما فتکفهما عن العمل .

الكلمات الرئيسة