المؤلفون

الملخص

الحمدُ للهِ الذی بحَمدهِ تَتمُّ الصالحاتِ, وأفضلُ الصلاة وأتمُّ التسلیمِ على سیدِ الخلقِ مُحَمَّدٍ , وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعین .وبعدُ:فإنَّ الباری عز وجل خلق الإنسان وکرمه على سائر المخلوقات, حیث قال تعالى:(وَلَقَدْ کَرَّمْنَا بَنِی آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِی الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّیِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى کَثِیرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِیلًا )( ),إذ بینت الآیة الکریمة جوانب عدة من التکریم الالهی للإنسان , منها تمیزه بالعقل,,ولم یعط الله تعالى مخلوقاً مثل هذا العطاء , وجعل طعامه وشرابه "طیباً, واختص بنی آدم بالطیبات من الرزق, ولم یکن هذا العطاء لغیرهم من سائر الکائنات.إنَّ الطیبات من الألفاظ التی ورد ذکرها فی القران الکریم ویندرج تحتها کل مستطاب ومستلذ ,تستلذ له النفس ویستطیب له البدن , وأنها أنواع منها الطیب من الرزق , والقول , والذریة , وغیرها ,وأن لها أثر دنیوی فی حیاة الفرد والمجتمع , فالکسب الحلال یؤثر على التطور والازدهار وحرکة الحیاة وعمارة الأرض , والکلمة الطیبة والذریة الطیبةتؤثر على تماسک الأسرة والمجتمع.لقد قرن القران الکریم بین الطیبات وأکلها وبین العمل الصالح إذ قال تعالى :(یَا أَیُّهَا الرُّسُلُ کُلُوا مِنَ الطَّیِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّی بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِیمٌ), وذلک إشارة الى العلاقة بین الطیبات وکسبها , وأثرها على العمل الأخروی وقبول العمل , وأستجابة الدعاء , ودعاء الولد الصالح - وهو من الذریة الطیبة- لوالدیه بعد موتهما , وهذه ثمرات العمل الصالح المقرون بأکل الطیب , وکسب الحلال .

الكلمات الرئيسة